مراد المصري (دبي)

دخل الهلال السعودي «دائرة الشك»، عقب الخسارة أمام النجم الساحلي 1-2، مساء أمس الأول، في نهائي كأس زايد للأبطال، وأصبحت الشكوك والانتقادات تطارده بصورة كبيرة، في الوقت الحالي، مع تخوف عشاق «الزعيم»، من أن يتحول الموسم «الحلم» إلى «كابوس»، في ظل ضياع أول الألقاب، وترقب جدول مزدحم للغاية، في الأيام المقبلة، لمطاردة طموحات حصد لقبي الدوري والكأس، والصعود إلى الدور الثاني لدوري أبطال آسيا.
ولم تشفع الأرقام للهلال لحسم المواجهة، ورغم استحواذه على الكرة بنحو 70%، وقيامه بـ 536 تمريرة، وهو أكثر من ضعف المنافس «228 تمريرة»، وغيرها من المحاولات الهجومية، فإن السيطرة الميدانية لـ«الأزرق» اصطدمت بسلاح الواقعية الذي لجأ إليه النجم الساحلي، وعرف كيف يخطف الانتصار في الوقت القاتل.
وتعد المرة الأولى التي يخسر فيها الهلال 3 مباريات تنافسية بصورة متتالية، وذلك بعدما خسر أمام الاستقلال الإيراني، في دوري أبطال آسيا، وأهلي جدة السعودي في إياب نصف نهائي كأس زايد للأبطال، قبل أن تنصفه ركلات الترجيح، وأمام النجم الساحلي في اللقاء الختامي أمس الأول.
وبهذه الخسارة تجمد رصيد الهلال عند لقبين عربيين عامي 1994 و1995، فيما خسر للمرة الثانية في المباراة النهائية بعد عام 1989، وتواصلت عقدة الألقاب الخارجية لـ «الزعيم» للعام الـ17 على التوالي، وتحديداً منذ عام عام 2002، حيث توج وقتها بلقب كأس الكؤوس الآسيوي، فيما عانده الحظ في نهائي دوري أبطال آسيا مرتين عامي 2014 و2017، كما خسر كأس السوبر السعودي- المصري التي أقيمت العام الماضي.
وعقب المباراة فتح الأمير محمد بن فيصل، رئيس نادي الهلال، في جميع الاتجاهات، وتحديداً حينما اتهم الاتحاد السعودي لكرة القدم بأنه أحد أسباب الخسارة، بسبب عدم مساعدة الفريق في برنامج مبارياته المضغوط للغاية، وقال: أبارك للاتحاد السعودي بمناسبة خسارة الهلال في نهائي البطولة العربية، لا أتهمهم لكن أبارك لهم.
ووجه سهام النقد إلى سامي الجابر الرئيس السابق للنادي، وقال: الجابر لم يحضر لدعم الفريق طوال الموسم وفي أوقات احتياجه، لا يحضر إلا للاستعراض بالجلوس على المدرج مع جيسوس.
فيما دافع عن الانتقادات الموجهة إلى الكرواتي زوران ماميتش مدرب الفريق، وقال: الموسم ما بقى عليه إلا ثلاثة أسابيع، وزوران له إيجابيات وسلبيات، وبالعموم هو يملك سجلاً تدريبياً كبيراً، لكن نظراً لضيق الوقت وظروف الفريق، فإنه لا يمتلك الوقت لتطبيق تكتيكه بصورة كاملة، ومن الظلم الحكم عليه، بعد قدومه في منتصف الموسم، ولو استمررنا مع المدرب الذي سبقه جيسوس، لكنا ننافس حالياً على مراكز الوسط في الدوري.
و‏علق محمد بن فيصل على اللقطة التي أثارت اللغط بعد نهاية اللقاء، والتي كان يشير فيها إلى قدمه بقوله: أحد الزملاء في الملعب يتساءل عن سبب اعتراض إدواردو على هدف النجم الساحلي الثاني، وعما إذا كان تسللاً، وكنت أشرح له أن الكرة ضربت قدم اللاعب التونسي قبل خروجها، والمفترض احتسابها رمية تماس لنا.
من جانبه التزم زوران الصمت عقب المباراة، وبعد إلغاء المؤتمرات الصحفية المخصصة للمدربين في نهاية المباراة، وخرج من المنطقة المختلطة رافضاً أن يدلي بحديثه لوسائل الإعلام.
وتعد هذه المرة الثانية منذ تولي زوران تدريب الفريق الذي يخسر فيها مباراة مهمة في الوقت القاتل، بعدما خسر الهلال أمام النصر في قمة الدوري السعودي مؤخراً.
من ناحية أخرى، أشار الفرنسي جوميز، مهاجم الهلال السعودي، إلى أن فريقه أثبت أنه كبير على صعيد الأداء والمستوى الذي ظهر به في المباراة النهائية، وإن كانت النتيجة لم تعكس مجريات اللقاء، وقال: «دائماً من الصعب خسارة مباراة نهائية في أي بطولة، ونتيجة النهائي لا تعكس الأداء أحياناً، وظهر (الأزرق) بصورة جيدة للغاية، إلا أن المنافس عرف كيف يربح المباراة».
ويرى جوميز أن أداء الهلال يجب أن يطمئن الجماهير في الفترة المقبلة، وقال: «الخطر لو لم نقدم الأداء الهجومي، ونصنع الفرص، فيما نجحنا في السيطرة على مجريات اللقاء، ولكن النجم الساحلي استغل الفرص التي أتيحت له، وتحديداً الكرات الثابتة التي مثلت نقطة انطلاقته دائماً إلى مرمانا».
وأكد جوميز أن فريقه لن يستسلم، وينهض أقوى من أي وقت مضى، من أجل مواصلة القتال على الجبهات كافة هذا الموسم، وقال: «أمامنا ألقاب أخرى للمنافسة عليها، وندرك أن الفرق المنافسة دائماً تملك جدولاً مزدحماً، وأثبتنا أننا قادرون على اللعب بصورة إيجابية، برغم الضغط والغيابات التي نعاني منها، علينا أن نواصل مطاردة أهدافنا هذا الموسم في المسابقات المحلية تحديداً، وأن نسعى لتحقيق الألقاب الممكنة».
وأضاف: «عند عودتنا إلى الرياض، هناك متسع من الوقت للجلوس، والتحضير للفترة المقبلة، وعلينا مواصلة إظهار الروح القتالية في جميع المباريات حتى نهاية الموسم».
وأوضح اللاعب أنه لا يفكر بالرحيل عن الهلال، وقال: «لا يوجد سبب لذلك، أشعر بالسعادة والراحة هنا، وأجلس مع مسؤولي النادي قريباً لمناقشة المستقبل».
ورفض جوميز الحديث عن أداء الحكام في المباراة النهائية، وقال: «لا أحبذ الحديث عن التحكيم في هذه الظروف، ولا يجب أن ننظر لأدائهم بوصفه أحد أسباب الخسارة».
ورشح جوميز السنغال للتتويج بلقب كأس أفريقيا التي تقام في مصر في يونيو المقبل، خصوصاً أنه ينحدر من أصول سنغالية، وقال: «بالنسبة لي المنتخب المفضل للفوز هو السنغال، وهو من أشجعه في النهائيات بالمقام الأول».

«عموري» يرفض التعليق
رفض عمر عبدالرحمن لاعب الهلال، التحدث لوسائل الإعلام عقب المباراة، حيث تواجد لمساندة زملائه في الملعب الذي يعرفه جيداً، بحكم مشواره الحافل والطويل في العين سابقاً، واعتذر «عموري» عن عدم الحديث، وفضل المغادرة سريعاً بعد خسارة الهلال لفرصة التتويج بالكأس الغالية.

المعيوف أفضل حارس
فاز عبدالله المعيوف لاعب الهلال، بجائز أفضل حارس في كأس زايد للأبطال، وذلك عقب خسارة فريقه في المباراة النهائية أمام النجم الساحلي، ونشر الحساب الرسمي للاتحاد العربي عبر موقع «تويتر»: «من مدينة العين، حارس الهلال السعودي عبدالله المعيوف يحصل على جائزة أفضل حارس في البطولة».